محليمقالات خاصة

إلى الوليد والنجيب.. “الحكي ببلاش”

مرة جديدة يتبوأ أحد الجهابذة النواب المنبر ليعلنها بصراحة وأمام العلن: “لن نركع، ولن نخضع، وسنطالب الدولة بحقوقنا ونحصِّلها”.
وهنا يقف المواطن اللبناني في حيرةٍ من أمره، طبعاً أقصد المواطن الطبيعي وليس أحد الأغنام المصفقين لكل شيء، وأي شيء طالما مصدره الزعيم قدس الله سره، وطالما يأتي بعد كلمة الزعيم مأدبة عشاء ثمنها كرامة المواطن اللبناني.
نعم، يقف المواطن اللبناني مصدوم من جملة “سنطالب الدولة”، من سيطالب من؟
الدولة ستطالب نفسها أن تحصل على حقوقها من نفسها؟
ربما نسيت يا حضرة النائب أنك أنت وغيرك شكلتم هذه الدولة، من خلال صفقات عقدتموها فوق الطاولة وتحتها كي تصلوا إلى الكرسي أنت وأعداؤك سويةً لتعيدوا تشكيل نفس الطقم السياسي الفاسد، ولتشكلوا نفس الحكومة البائسة التي تتحكم بها تحالفاتكم الفاسدة من خلال وزراء غب الطلب تابعين لكم، يحضرون جلسات المجلس بناءً على أوامر أحزابكم وتحالفاتكم فقط دون مصلحة الدولة يا ابن الدولة.
أما عن رئيس هذه الحكومة البائسة.. رئيس الدولة بالتكليف.. فها هو لا يضيِّع فرصة لإثبات ولائه لرئيس الدولة الفعلي، والتي كانت إحداها مؤخراً في جولته الماضية على أحد مراكز الامتحانات الرسمية عندما أشار إلى أنَّ المقاومة تقوم بعملها، والحكومة تقوم بعملها!!!!!!
وهتا يطرح السؤال نفسه: أي عملٍ قامت به المقاومة؟ طبعاً عدا عن توريط لبنان بحربٍ، لا هي حررت، ولا هي خففت، ولا انتصرت، فأهل غزة ما زالت المجازر ترتكب بهم، وأطفال غزة لا تزال أحلامهم تتحول إلى كوابيس في حربٍ هي وصمة عار على جبين كل زعيم عربي، وكل ساكن تحت الأرض يطل علينا في مواسم تأبينية ليعلن انتصارات وهمية، وتهديدات بالية لم تقدم شيئاً لا لأهل غزة ولا لأهل الجنوب اللبناني.
نعم يا حضرة الميقاتي.. هل لك أن تفيدنا عن أعمال المقاومة؟ هجروا أهل الشمال الإسرائيلي؟ ولكن ها هو جنوبنا أيضاً مهجر، ويستباح، ويدمر في كل يوم عشرات المرات بين غارات، وقصف، وقذائف فوسفورية مدمرة فلتسأل وزيرك اختصاصي البيئة عن تأثيرها.
أي إنجازٍ قامت به المقاومة؟ تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر باهظة؟ ولكن مقاومتك يا حضرة النجيب هي نفسها التي كبدت، وتكبد الاقتصاد اللبناني خسائر تلو الخسائر، وسرقات تلو السرقات تبدأ أولها في متاهات القرض الحسن، ولن تكون آخرها التعويضات التي ستقرها أنت لاحقاً “متل الشاطر” لأهل الجنوب تعويضاً عن الدمار والخراب الذي تسببت به مقاومتك دون أي نصرة ولا انتصار..
بالمناسبة، هذه التعويضات التي ستقرها ستشكل أوراق اعتمادك لولاية جديدة في مجلس الدولة الفاشل الذي سيضم الوزراء غب الطلب التابعين للأحزاب والتحالفات الناتجة عن النواب أبناء الدولة الذين سيضحكون في كل مناسبة على الشعب ويطالبون الدولة بحقوق الدولة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى